شاهدوا جِلد الطّفل

جلد الطفل أرقّ بحوالي 60%- 40 من جلد الشخص البالغ، ولذلك يتعرّض جلد الطفل إلى الجفاف والتشققات بسهولة. كيف يمكن منع “هروب” الرطوبة الطبيعيّة وإثراء البشرة بالرطوبة، وكيف يمكن منع أعراض الحساسيّة والإحمرار؟ د. ڤيرد عطّار- سنير، أخصائيّة جلد وطب الجلد لدى الأطفال في “مديكال هشارون” في كفار سابا، تقدّم لكم شروحات ونصائح مهمّة. يُنصح بقراءة أقوالها والاحتفاظ بها وتذكّرها جيّدًا قبل الحمّام.

الجلد هو أكبر عضو في جسم الإنسان. يحافظ الجلد على الأنسجة من الإصابات، ويضبط درجة حرارة الجسم و”يشخّص” الإحساس بالبرد، الحرارة، الضغط أو الألم. يلعب الجلد دورًا مهمًّا ورئيسيًّا في حماية الجسم، خاصّةً في السنة الأولى من الحياة، ولكن للأسف الشديد، في هذه الفترة بالذات يكون الجسم معرّضًا للإصابة. وتقول د. ڤيردعطّار- سنير: “جلد الطفل رقيق وحسّاس فوق العادة، ممّا يجعله معرّضًا للتهيّجات وعوامل التلويث. لحماية جلد الطفل يجب أن نحرص على المحافظة عليه بحيث يكون رطبًا ونضرًا”. كيف يمكن القيام بذلك، ما هي الأشياء التي قد تضرّ بجلد طفلك وما هي المركّبات المهمّة لجلد الطفل المولود حديثًا؟ إليكم كل الأجوبة في التقرير التالي.

الطلاء الجبني/ الدّهني (vernix) العجيب
هل تعرفون تلك الرائحة الرائعة والمنعشة التي تنبعث من الطفل الذي يرى النور لأول مرّة؟ إنّ مصدر هذه الرائحة هو تلك الطبقة الدهنيّة البيضاء التي تغلّف جلده، والتي تُسمّى “ڤيرنكس” (vernix). التركيبة المميّزة لـ vernix تعمل كطبقة حماية لجلد الطفل أثناء وجوده في الرّحم وخلال عمليّة الولادة. وتحتوي على نسب عالية من الماء والأحماض الأمينيّة وتمنح جلد الطفل الرطوبة في البيئة المائيّة للرّحم وتساهم بأن يبقى جلد الطفل طريًّا وناعمًا. وعند الولادة يعمل vernix كمادّة مليّنة تساعد على مرور الطفل في القناة وتحميه من الجراثيم المُسبّبة للأمراض التي قد تتواجد في المهبل.
وتقول د. ڤيرد عطّار- سنير: ” بعد الولادة بقليل يعايش الطفل تجربة أوّل حمّام له، حيث يزول الطلاء الجبني (vernix). جلد الطفل أرقّ بحوالي 60%- 40 من جلد الشخص البالغ، وبدون الطلاء الجبني (vernix) يبقى جلد الطفل معرّضًا للملوّثات البيئيّة أو مركّبات حامضيّة مثل إفرازات الجسم، وحتى أنه قد يفقد رطوبته الطبيعيّة. الجلد الجاف معرّض للتشقّقات، التهيّجات الإحمرار والجروح، التي تزعج الطفل كثيرًا. عندما ينتهي الدور المهم للطلاء الجبني (vernix) يحين دور الأهل”.

كيف يمكننا المحافظة على رطوبة جلد الطفل؟

  • تقترح د. ڤيرد عطّار- سنير ما يلي: ” بالسنة الأولى من حياة الطفل يكون جلده رقيقًا وناعمًا، مما يُصعّب عليه مواجهة التغيّرات البيئيّة الخارجيّة، مثل تبدّل درجات الحرارة، الرطوبة وتواجد أوساخ أو كيماويّات في بيئته. ومن أجل تقليل إمكانيّة تهيّج جلد الطفل علينا محاولة منع تواجد عوامل قد تضرّ بجلده”.
    فيما يلي عدد من الطرق للمحافظة على الرطوبة:
  • أوّلًا، الطقس : قد يسبّب الهواء البارد والجاف في الشتاء تشقّق جلد الطفل وإلحاق الضّرر به، ويخشى الكثير من الأهل هذا الأمر، ولذلك لا يقومون بتدفئة البيت أكثر من اللازم. الإنتقال من المكوث بالهواء البارد إلى الغرفة المكيّفة (تدفئة) قد يهيّج الجلد الحسّاس ويلحق الضرر برطوبته الطبيعيّة. وتقول د. ڤيرد عطّار- سنير: “يُستحسن المحافظة على درجة حرارة دافئة ومريحة بواسطة “رادياتور” مع الإهتمام بوضع صحن عميق مليء بالماء في غرفة الطفل، وليس بواسطة مكيّف لأنه قد يؤدي إلى تجفيف الهواء.
  • أثناء الخروج من البيت يُنصح بحماية مناطق الجسم المكشوفة لدى الطفل، مثل: الوجه، كفتا اليدين بحيث تكون مغطّية جيّدًا.
  • في أيّام الصيف، وخاصّةً في الساعات التي تكون فيها أشعّة شمس قويّة، يُنصح بعدم التّنقل مع الطفل بدون حماية ملائمة من أشعّة الشمس. تعريض الطفل لأشعة الشمس حتى لوقت قصير، قد يُسبب الحروق والإحمرار. إذا قرّرتم الخروج إلى البحر أو البركة (يحظر القيام بذلك في الساعات الحارّة) يُنصح بدهن الأطفال من عمر نصف سنة وما فوق، بمادّة واقية من أشعة الشمس، والحرص على تكرار ذلك بعد كل خروج للطفل من الماء. قبل عمر نصف سنة يُنصح بالتقليل من التعرّض للشمس والإهتمام بإلباس الطفل ملابس ملائمة وقبّعة.
  • أثناء حمّام الطفل يُفضّل التقليل من وقت مكوث الطفل بالماء والإكتفاء بحمّام لمدّة بضع دقائق على أن تكون المياه فاترة ومنعشة. إذا قرّرتم إضافة زيت حمّام إلى مياه الحمّام من المهم الحذر من إنزلاق الطفل. صحيح أن الزيت يضيف الرطوبة لجلد الطفل، ولكنه يجعل المياه دُهنيّة ويُعرّض الطفل للإنزلاق.
  • يُنصح باستخدام صوابين تحتوي على مركّبات ناعمة ومعزّزة بالرّطوبة لإعادة الرطوبة الطبيعيّة لجلد الطفل، مع مراعاة عدم استخدام صوابين تسبّب التهيّج.
  • في نهاية الحمّام يوصى بدهن جلد الطفل بكريم مرطّب غني وملائم للأطفال. يفضّل أن يكون خاليًا من المواد الحافظة.
  • يُحبّذ إلباس الطفل ملابس مصنوعة من قطن 100%.
  • كذلك يجب أن تفحصوا بأنفسكم مواد الغسيل، مراهم التحفيض ومنتجات العناية بجسم الطفل، وذلك للتأكّد من أنها ملائمة لجلد الطفل.

للتلخيص، الجلد المتشقّق، المتهيّج والمصاب بالجروح ليس بالأمر المريح لأي إنسان، غير أن الأطفال يعانون منه بشكل خاص. جلد الطفل الرقيق حسّاس جدًّا في السنة الأولى من حياته، وعلينا المحافظة عليه ليبقى رطبًا وطريًّا، لفّوا الطفل جيّدًا، قوموا بتدفئة البيت بصورة مثاليّة واستعملوا منتجات تنظيف وعناية مضادّة للحساسيّة وتم فحص تأثيرها على الجلد، واهتمّوا بأن تكون خالية من المواد الحافظة وملائمة لجلد الطفل الحسّاس. إن تفعلوا ذلك سيكون طفلكم شاكرًا لكم.